لخير الورى
تعيشُ تعيشُ لخير الورى
وتزرعُ ملءَ الدّنا عنبرا
وتسقي العطاشَ ينابيعُها
وتطعمُ من جاعَ مستعبرا
وتسطعُ شمسُ الضحى حرة
علي الضفتين استوتْ جوهرا
وعند الأصيل عصافيرُها
تؤوبُ إلي عشّها ساحرا
وفيها السماحةُ فيها الملاحةُ
فيها الصراحة فيضاً سرى
وترعى النجومَ بآفاقها
وجنّ الفلا يستبى عنترا
وتغسل أوزارَ من دنسوا
صباها وعادوا بها القهقرى
ويا كم توالتْ جراحُ الدجى
وبددَها الفجرُ إذْ نورا
قرونا تعانى وفي روحها
دمُ نابض نسلهُ أثمرا
وفجر الحضارة نبراسه
علي وجهها عطّرَ الحاضرا
ففرعونُ في بهوه داعيا
و"قمبيزُ" ما روَّع "اسكندرا"
وقيصرُ تغزو أساطيلهُ
وكم وادعَ الشعبَ لما انبرى
و"عمروُ" بفسطاطه أمةٌ
تزلزلُ من خان واستكبرا
وجاء "الصقليِّ "مستنجداً
وتوجها نجمهُ زاهرا
وتعلو المناراتُ أجراسُها
تؤذّن في لحنها طاهرا
وصبرا علي ما جناهُ الحواةُ
فداسوا الثمارَ وعقّوا الثري
ونمضغُ أوجـــاعنـــــا نازفــــــاتٍ
ونسحقُ من خبّّّّّّأ الخنجرا
فمنْ للضحايا ومن للصبايا
ومن للأيامىَ بجوف القرى؟
ومن للأرامل من لليتامى
أبين الصَّغَار وعفْن الكرى؟
وتبنى قصورٌ عليها قلاعُ
وفيها الملاذُ لأُسد الشرى
وتبر المعزّ وأسيافهُ
أبي "العزُّ" إلا لمنْ حُررا
فباع الرقيقَ بصاع الدقيق
وأدّب من للعروش اكترى
ولكنما العزّ في عصرنا
يحالفُ شيطانَه الحائرا
وسبحانَ من أنزل الوحي حقا
بمصرَ الخزائنُ لن تقفرا
ويوسفُ ولّى بحيتانِه
وصّديقنا قد شفَي المبصرا
****
بأزهرها نرتقي كوكبا
بإعلان عهد يشد العُرى
فهذا "رفاعةُ" في فكرة
أتاهُ (نجيبٌ) روَى ماجري
وصال "عرابي" بفرسانه
ونوْبلُ (زويل) بفمتوُ الذرا
و"يعقوبُ " في طبّه حانياً
يداوى القلوبَ غدا باهرا
وناصرُ أحيا نفوساً ذوتْ
وعاش بمحرابها قادرا
وظهرَ العبور استوى جيشنا
ودكّ الحصونَ وقد كبرّا
سنحيا علي تربها ساهرينَ
بصدق الولاءِ ولنْ نُشترَى
ومازال جيشى صمامَ الأمانِ
ودرعَ الرخاءِ لمن بكّرا
فمرحَى بمصرَ وأحرارها
وتباً لمن سرقوا المنبرا
وأنعِم بمن حرروا عصرنا
بعلم لعصر الفَضَا عبرّا
وإن الأمانَ يغنّى لنا :
تعيشُ تعيشُ لخير الورى
25/5/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق