الأربعاء، 21 مارس 2012

الجرّة المكسورة

الجرّة المكسورة

شاهدتها في لوحة مُختارةْ

من ريشة فتّانة مغوارةْ

ريفيّة في وجهها ملاحة

ورأسها يختال في إكبارة

وفوقها نبع ُزلال يستبي

آمالنا في روضة مِعطارة

تقول للنيل: فداك َمُهجتي

يا عاشقاً معشوقةً سحّارة

ألوانها تنطق في إصرارها

وهمسُـهــا للــدرّة الــدوّارة

و كلّ فنّان لهُ أسطورةٌ

وفن (مختار) لنا منارة !!

قد مرّ قرنٌ لم تزلْ سُطورُها

أنوارها كالبهجة الطيّارة

فروعة الكنوز ترتيلاتها

والبدر في إشراقة الحضارة

وأثلج السّد ّقواريرها

ومنذُ ستّين ترى نضارةْ

وفي الشَّمال قد سمت قلوعها

وفي الجنـوب تَدفقُ انبهــــــاره

وكم تغنّت (أمّ كُلثوم) بها

وعاد (شوقي) ساكبا أشعاره

*****

أوّاه قد مالت على حروفها

والتبرُ في التُّرب شكا اصطباره

ويعبثُ الصّبيان في الرّوابي

بالبوم إذ داسَ على الحجارة

وجفّتِ الفُروعُ حتّى هوّمت

نسورها عنيدة ً ثرثارة

والماءُ أمسى مالحا مُلوّثا

وماتتِ الأسماك ُبالمرارة

واعَجَبا ، تسيلُ فوق رأسها

جرّتُها مكسورة ًفوّارة

هل أنّها تائهةٌ ليس لها

شطٌّ وصدرها بلا ستارة ؟

والنّبعُ في القفر بلا نهاية

تندُبُهُ جرارها الصّبّارة!!

وهذه الأشجارُ أوراقُها

قدْ صوّحتْ من ريحها المُثارة

*****

فلْيحفظِ الرّزّاقُ بستانها

من فتنة ذليلة الإشارة

وليملإ اللهُ لها جرارَها

عفيةً تفهَقُ بالغزارة

حتّى تفيضَ للورَى عروقُها

ويغسل الصّفاءُ وجه الحارة

يا مُنزل الغيثِ على قلوبنا

داوِ الجراح من وميض الغارة!!

7/7/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق