الأربعاء، 21 مارس 2012

من حقول الغَضَى

من حقول الغَضَى

عمرا تقَضّى على حقل الغَضَى شرِقا

والصمت يغزل في الأحداق مفتَرَقا

يحاور الحرفَ في بيداءَلاهبة

والجن ّتعزف ليلا ما حوى شفقا

ويقرأ الضاد والأوراد منفطرا

ولا يشيمُ بريقا لاحَ أوخفَقا

وكم يعالجُ أدواء مُجنّحةً

وينزفُ الهم في السّارين معتلقا

يسائل الوُرق والأوراق مُصطبرا

كأنّ مغتربا يقتات مُنغَلَقا

فمن لأعمى بدا كفّاه قابضةً

على الهراوة لا يدري لها طُرُقا ؟

وهل يظل ّعلى البركان مضطّربا

ويبلع الصّمت كالجوّال إ ذ نفقا

وأين يرسو على الشطآن مأمله

والفُلْك في اللجّم ما ينفكّ منخرقا؟

****

قد مرّ سبعةُ أعوام معانَدَة

تكاثر العشب في المجرى الذي رَنَقا

فمن يبلُّ ُأوام العِيس لاهثة

والطير في الأفْق لمّا يطفيء الحُرقا ؟

إمّا قرأتُ حروفا لم تزل عبقا

ينداح،تطغى بويل الشؤم مرتبقا

فاكرعْ سمومَ بحار لا تغيّرها

عواصفُ الشطّ إن ّالنوم كم سحقا

ما أفسد الدهرُ لا تُصلحه ماهرة

طِبّ السحائب فيها لو همَى ودَقا

والعاصم الحقّ،جلّ الحق،خالقنا

يغير الكون بالأنسام مُستبِقا

****

يا زارع الوهم مهلا ، إنّ قافلة ً

تاهتْ بصحرائها تستمطرُ الغَدَقا

فاكشف قَناعَك وابسط خيطَ غازلة

تستقريء اللوحَ حيثُ اللوح ُما نطقا

هل نفحة من عبير الشوق مشرقةٌ

تعيد للواله الحيران مُنطلَقا ؟

لو زرتَ حواء فالمحيا بآدمها

ومنه رفّتْ سماء الخُلد مُنعتَقا

فلتمطري رحمات الصوم معتليا

تلك الغشاوات مهما لوّثتْ طرقا

وربّما يتجلّى العيد مبتسما

ويخلف الغيم َبدرُ التّمّ لو صدقا

والله حسبي في بيداءَ محرقة ٍ

وراحة القلب تجلو الغيم منطبقا!!

15/من رمضان1431هـ

..........................................

ـ نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/24/255302.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق