دوّامة الكوخ
الكوخ يغرق في الظلامْ
والبرد يفترس العظام
ويضجّ أطفالي الجياعُ
ولا مجيرَ ولا طعام
والقهرُ ينشرُ خيمة
سوداء تعصف بالأنام
والريحُ تسفي بالغبار
ولا يؤرّقها الزّحام
والحارس ُالليلي ينشدُ
دفئه بين الحطام
ودموعُ أهل الكوخ
تنزفُ حسرة ملء الرّغام
كتبت مواجع أسرتي
بين المقابر كم تُضامْ
ربّاه لا ماءُ، ولا زيتٌ،
ولا غازٌ لموقد
والغادرون على الحدود
منعّمون بلا تردّد
وأرى عيالي في العراء
يؤزّهم ريح وجلمد !
خِرقٌ مهلهلة ٌتطير
مع الزّوابع دون مرقد
وصغيرهم يشكو جفاف
الثّدي في صدر تمرّد
والشّاةُ تصرخ والذّئاب
تحوطها أيّان تخمد
كلٌ يولول ُفي خريف
الصّمت يغرق في الزّبرجد
والحارس الليلي ُّعذّبهُ
الهجودُ وكم تشرّْدْ
لا نجمَ يخفق في فضاء
الكو خ ينهشُهُ الظّلام
وتتيهُ أنثى في المحافل
لا يداعبها غُلام
حتّى تساءل َصبيتي :
كيف المنام ُ بلا خيام ؟
ستّون مرّت والضّجيج
مواكبٌ دون التحام
ونظلّ في وهم المعربد
في الشّواطيء باحتدام
ويعابثُ الحيتانَ حولي
سابحات ٍفي هيام
ما دام كوخي في العراء
فهل ينام على كَلام
ربّاه أنت المرتجَى من
عصف أهوالٍ جسامّْ!
12/12/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق