الأربعاء، 21 مارس 2012

مدينة السلام

مدينة السلام

مآذن تتوه في جحافل الظّلامْ

وقُبّةٌ يلفّها الوُجوم والرغام

وصخرةٌ دامية يدوسها اللئام

ومنبرٌ أعواده عاث بها الضّرام

وقبلة طاهرة يلهو بها الطّغَام

وزهرة ذابلة لا تعرف ابتسام

وشمعةٌ باكية بأدمع سِجام

وأنفسٌ باهتة يعصرها السقام

وطفلة لاهثة تغتالها الأقدام

تصرخ في تلَهّفٍ : مالي هنا مقام

فالبوم في ديارنا قد نفّر الحَمام

واستُشهِد السّلام في مهابط السلام

****

ذات مساء فتَحَتْ أبوابها السّماءْ

ونشَرَت شلاّلها بيارقُ الضّياء

وهلـلتْ وكبّـــــرتْ بأقدس النّـــــــداء

وهللتْ وكبّرتْ بأقدس النّداء

والأنبياء هالة ٌقدسيّةٌ بيضاء

يستقبلون خير من أقلّتِ الغبراء

وخير نور أنجبت في أرضنا (حوّاء)

وأشرقت من نوره مواكبُ الأضواء

في ليلة يا طيبها من ليلة الإسراء

الوحيُ فيها عطره يضمّخُ الأرجاء

والله خصّ المصطفى بالسِّدرة العصماء

****

مرّت قرونٌ والضيا ء ُيغمر الآكام

والمسجد الأقصى عبير باسم الأكمام ْ

وصلوات طهرها للواحد العلاّم

ودعواتٌ للسنا زكية الأنسام

والقدسُ تحيا علَما مُقدّسَ الأنغام

فيها خُطى (الخليل والكليم) في وئام

وكم شدا (داوُد)في مسابح الإلهام

وذكرُ (عيسى) صاعد لله في هيام

ونور (طه) غرّة للعالمين وسام

في عالم تؤده أثقالنا الجسام

واليوم،باتت قدسنا تعانق الآلام

تبكي شبابا تاه في مضارب الخيام

تدعو(صلاح الدين)هيا ،جرّدِ الحسام

فغارة التتار شنّتْ جحفلا لُهام

مدينةَ السلام ، إنا نعشق الحمام

وكلنا عاصفةٌ عنيدة الضرام

تزحف جيلا صاعدا مُوَحّد الأقدام

كي تنزع الأوثان عن (مدينة السّلام)

* نالت الجائزة الأولى في الإلقاء الشعري على مستوى الجمهورية سنة 1999

...........................................

نُشرت هذه القصيدة فى موقع دنيا الرأى رابط :

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2012/03/26/255524.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق