في مطلع العام
نشكو إلى الله مُغتالا أمانينا
إذ طاح بالأهل ترويعا مُعادينا
فاهتزّ في (سيّدي بشرٍ ) بإخوتنا
ومطلعَ العام ما فاق الشّياطينا
فولولتْ (مريمُ ) العذراء ُ جازعةً
مما جناه الألى دكّوا الأسافينا
كانت ْتصلّي خُشُوعا في تبتّلها
فآدها الويلُ تفجيرا وتوهينا
وبسمةُ العام تبدو في انبلاجتها
حتى استبدّ الدُجى يفري شواطينا
فمن يصدّقُ أنّ الثّغر َزلزله
جِنّ من البحر قدْ شلّوا موانينا ؟
وبنتُ(عمرانَ )قد شاهتْ معالمها
والحاقدون رمَوا في وجهها طينا
ماذا جرى لبني (مصرٍ )وتربتها
كم أنبتتْ جيلا يختال ميمونا
فمنذُ (عمروٍ ) لدى فسطاطه أمنتْ
يمامتان فقال الكلُّ: آمينا
وعاد من هجرة للدير راهبها
ونال كلّ أمان بنت هارونا
والدين للحقّ(جلَّ الحقُ)خالقنا
فمن يزعزع بالتضليل غالينا؟
هذي الأفاعيلُ رجّت مصرَ قاطبة
لكنها اعتصمتْ بالله هادينا
فأين (سعدٌ) يقود الركبَ رايتُه
شبابُ مصرَ بوجدان المصافينا ؟
وهذه الكربة السّوداءُ عابثةٌ
بين الشّواطيء لاتنفكّ تشوينا
فأين أين ( صلاحُ الدين ) قائدها
لمّا اعتلى شامخاً هامات (حطّينا)
لو قيل: أتباع (صهيون) أصابعُهم
في الشرق والغرب تجتاح الملايينا
أو قيل: قاعدةٌ تغزو جحافُلها
حتّى تمادَى وراء الدّين جانينا
أو صار في (النتّ) طوفانٌ يوجّهه
أهل ُالبذاءة بالأنباء تغرينا
فإنّ إيماننا يرقَى بأمتنا
وندحرُ البغْي ماعشنا بوادينا
تلك الأفاعي تحدّتْ كلّ سامقة
من الطيور وكم طافت مَغانينا
ولا بقاءَ لمن شقّوا أخُوّتنا
فالله وحّدنا ،والنيل راوينا
ومن يروّعُنا يوما ستردعه
هذي الضّحايا وقد عمّتْ ميادينا
لايأس،مهما بدا ليلٌ عواصفه
في مطلع العام تُضنينا وتُبكينا
والله عاصمنا مما يُكاد ُبنا
ما أشرقَ الفجرُ بالنّاقوس تأذينا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق