في مرآة السبعين
واها لعهد تنامى بالرياحينِ
يغدو ربيعا بكأس العشق يسبيني
ينساب في دَعة ،كالطّهر ناعمة
وكم تراقص في آفاق (تشرين)
مثل العصافير تشدو ملءجنتها
وخفق كل جناح همسة السينِ !!
والدّرّ يبسم في بدر تعابثهُ
ريح الصَّبا بين معطار البساتين
ويسهر الوجد في أحناءَ صافيةٍ
تسبي بألحانها من عاش يحييني
عُمْر تقَضّىْ بهذا العرش عامرة ً
أكنافه بفيوض البشر واللين
وأثمر ُ ما عشنا نؤمّله
نورا لقلب على اللأواء يُغنيني
وكم وكم من وفاء ضمّ واحتنا
والعسرُ يغلبه يسران في الدين
أرتل (الكهف والفرقانَ) مُتّئدا
حتى أعودَ إلى (الإنسانِ والتين)
لكنْ ، تبدّل ما عشنا نداعبه
إذ خيّم السّهدُ في عمق الشّرايين
قد ظلّ يسردُ أطيافا ويرسمها
كالخيل تصهل في شام و(حطّينِ)
وفي الجزائر ،في (بيروتَ)،في يمن
وتلك (روما) بأعراس التفانين
ونحو (مكّةَ) هالات مُقدّسة
وكم تعَشّقها قلب الملايين !!
ونرقب الشاشةَ البيضاءَ عابسةً
ولا تردُّ جوابات لمحزون
حتى الطبيب يراها بدْء مخرفة
والصبر َيزرعُ في أعقاب (كانون)
لا الهجر يجدي ،ولاقرب ولاخرسٌ
مادام يغرق في وهم وتخمين
وأسأل القوم: ماذا في مسيرتنا
وفي المرايا رسمنا دون تلوين ؟
عامان أحمل همّ الغبن مُصطبرا
ولم أطفّف بأقدار الموازين
هل غابت الشمسُ وارتاع المدىَ أرقاً
وما حصدنا رماه الغيظ في الطّين؟
وكل عذري أنّي لاتؤانسني
روحُ الحياة ، وآيات القرابين
فمن يهُدّ جدار الصمت مُقتدرا
وينزع الشّوك بين الهند والصّين ؟
ربّاه،بدّدْ غيوم البين في كنفي
وعطّر الكون من فيض الرّياحين
فالليل يعقبه فجرٌ فيوقظنا
وتغسل الشمسُ طرفَ الخُرّد العِين
وأنتَ وحدك مفتاحٌ لأفئدة
أجريتها عبقا في روح تكوينِ
فخففِ الهمّ ياذا الفضلِ عن مُقَل
ترنو لعرشك َبين الكاف والنونِ
5/3/2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق